فصل من البيان
عن أن أمير المؤمنين عليهالسلام أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة عليهاالسلام.
اعلموا أن أهل النصب والخلاف قد حملتهم العصبية والعناد على أن ادعوا تقدم إسلام أبي بكر على سائر الناس.
وإذا هم عرجوا عن طريق المكابرة ، واطلعوا في السير الطاهرة ، والأخبار المتواترة ، والآثار المتضافرة (١١) ، والأشعار السائرة ، وأقوال أمير المؤمنين عليهالسلام الظاهرة.
وجدوا جميع ذلك ناطقا بخلاف ما يزعمون ، شاهدا بكذبهم فيما يدعون ، قاضيا بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسبق إلى الإسلام وأنه لم يتقدمه بشر من الأمة بأسرها غير خديجة بنت خويلد رضياللهعنها (١٢).
وقد روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث يوم الاثنين وفيه أسلمت خديجة ، وأن أمير المؤمنين عليهالسلام أسلم يوم الثلاثاء (١٣).
وروى أصحاب الحديث عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : كان علي يألف النبي عليهالسلام ، فأتاه فوجده وخديجة يصليان ، قال ابن عباس : وعلي يومئذ ابن عشر حجج ، فقال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما هذا؟».
قال : «يا علي ، هذا دين الله الذي ارتضاه لنفسه ، وبعث به رسله ، أدعو إلى الله وحده لا شريك له».
فقال علي عليهالسلام : «هذا شئ لم أسمع به».
قال : «صدقت يا علي».
__________________
(١١) في الأصل : المتناظرة ، وفي الحجرية : المتناصرة ، وما أثبتناه من هامشها.
(١٢) السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ١ : ٢٦٢.
(١٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٤٠ / ٣٧٢٨ ، تأريخ الطبري ٢ : ٣١٠ / ٠ ١١٦ ، الكامل في التأريخ ٢ : ٥٧.