هذا ، ولقد ورث الزهري العداء للإسلام والنبي وأهل بيته من آبائه ، فقد ذكر ابن خلكان بترجمته : «وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدرا ، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ليقتلنه أر ليقتلن دونه ، وروي أنه قيل للزهري : هل شهد جدك بدرا؟ فقال : نعم ، ولكن من ذلك الجانب. يعني أنه كان في صف المشركين. وكان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير. ولم يزل الزهري مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك. وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه» (٥٢).
وإذ عرفت حال الزهري وموقف الإمام علي بن الحسين عليهالسلام منه فهل تصدق أن يكون الإمام عليهالسلام قد حدثه بهكذا حديث فيه تنقيص على جده الرسول الأمين وأمه الزهراء وأبيه أمير المؤمنين عليهمالسلام؟!
لكنه الزهري! عندما يضع الحديث على النبي والعترة ومذهبهم يضعه على لسان واحد منهم كي يسهل على الناس قبوله!!
خذ لذلك مثلا ما وضعه على لسان ابني محمد بن علي عنه عن أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال لابن عباس ـ وقد بلغه أنه يقول بالمتعة ـ : «إنك رجل تائه ، إن رسول الله نهى عنها يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية» هذا الحديث الذي حكم ببطلانه كبار أئمتهم كالبيهقي وابن عبد البر والسهيلي وابن القيم والقسطلاني وابن حجر العسقلاني وغيرهم من شراح الحديث (٥٣).
__________________
وقد رواه الغزالي في إحياء علوم الدين ١٤٣ / ٢ لكنه قال : «ولما خالط الزهري السلطان كتب أخ له في الدين إليه!! وكم له من نظير!
وبشر الحافي تاب على يد الإمام موسى الكاظم عليهالسلام في قضية معروفة ، رواها المناوي في الكواكب الدرية : ٢٠٨ ، إلا أنه لم يصرح باسم الإمام!! هكذا يريدون إخفاء فضائل آل الله وإطفاء نور الله ، وهكذا يأبى الله.
(٥٢) وفيات الأعيان ـ ترجمة الزهري.
(٥٣) لنا في المتعتين رسالة مستقلة ، سننشرها بعون الله تعالى