واذ واعدنا موسى الآة ٥١ ـ ٥٣ :
(وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٥١) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢) وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣)).
اللغة :
مصدر واعدنا المواعدة ، أي المفاعلة بين اثنين ، كما لو تواعدا اللقاء في مكان معين ، ووجه المفاعلة ـ هنا ـ ان الله سبحانه وعد موسى الوحي ، وموسى (ع) وعد الله المجيء .. أما الوعد فهو مصدر وعد ، ويكون من طرف واحد ، ويصح استعمال واعدنا بمعنى وعدنا.
ولفظة موسى تطلق على آلة الفولاذ التي يحلق بها الشعر ، وتذكّر وتؤنث ، والجمع مواس ومواسيات ، وهي بهذا المعنى عربية لا أعجمية .. أما لفظة موسى التي يراد بها ابن عمران (ع) فهي أعجمية لا عربية ، مركبة من كلمتين في اللغة القبطية ، وهما (مو) اسم للماء و (سى) اسم للشجر .. وفي اللغة العبرية (شى) .. ويكون معنى موسى ماء الشجر .. أما وجه تسمية موسى بماء الشجر فهو ـ على ما جاء في مجمع البيان ـ ان جواري آسية امرأة فرعون خرجن للاغتسال بماء الشجر فوجدن التابوت الذي فيه موسى عند ماء الشجر ، فصحبنه معهن .. والفرقان ما يفصل بين شيئين ، والمراد به هنا الذي يفصل بين الحق والباطل.
الاعراب :
الذي يتبادر الى الفهم للوهلة الأولى ان (أربعين) ظرف مفعول فيه .. وليس كذلك .. لأن الاعراب يتبع صحة المعنى ، ولو كان (أربعين) مفعولا به