فجبي الرزق الى مكة من شتى الأنواع والأقطار ، وكانت ممرا للقوافل ، ومقرا للتجارة .. وإلى هذا أشارت الآية ٥٧ من القصص : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ). وانما خص ابراهيم طلب الرزق للمؤمنين فقط ، لأن الله كان قد أعلمه ان في ذريته قوما ظالمين ، وانه سبحانه لا يعهد بالإمامة الى من ظلم.
(قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً). أي قال الله لإبراهيم : اني أرزق أيضا الكافرين ، وبالأولى الفاسقين ، لأن الرزق شيء ، والامامة شيء آخر ، فان الإمامة سلطة دينية وزمنية ، وهذه تستدعي الإيمان والعدالة ، بل العصمة : أما الرزق فيكون للبر والفاجر ، تماما كالماء والهواء .. والذنوب والمعاصي لا تأثير لها في الأعمار والأرزاق في هذه الحياة ، وانما يظهر تأثيرها غدا يوم القيامة ، حيث يلاقي العصاة جزاء أعمالهم.
واذ يرفع ابراهيم القواعد الآة ١٢٧ ـ ١٢٩ :
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩))
تاريخ الكعبة :
اختلف المفسرون والمؤرخون في تاريخ الكعبة : هل كانت قبل ابراهيم (ع) ثم عرض لها الخراب ، فجددها هو وولده إسماعيل بأمر الله تعالى ، أو ان