فان وافقته نصوص الكتاب والسنة فذاك ، والا وجب تأويل نصوص القرآن والسنة النبوية على وفق قول الحنفية.
ومعنى هذا ان قول الحنفية حاكم ومقدم على القرآن والسنة ، وهما محكومان له ، وهذا القول هو الكفر بعينه ، وأي كفر أعظم من طرح قول الله ورسوله بقول أبي حنيفة وأصحابه؟ وأي فرق بين من يقول هذا ، وبين من أشار الله اليهم بقوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا). وقد بحثنا التقليد بصورة أوسع عند تفسير الآية ١٧٠ من هذه السورة فقرة «التقليد وأصول العقيدة» ، فراجع.
هذا ، الى ان العمل بأقوال الأئمة الأربعة عمل بلا اجتهاد ولا تقليد ، لأن الأربعة قد منعوا من تقليدهم والعمل بأقوالهم.
كلوا مما في الأرض الآة ١٦٨ ـ ١٧٠ :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (١٦٩) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (١٧٠))
اللغة :
الحلال كل ما لم يثبت النهي عنه في الشريعة ، والحرام ما ثبت النهي عنه ، والطيب هو الحسن ، تقول : حياة طيبة ، وكلمة طيبة ، أي حسنة ، ومأكول طيب أي حسن ، والمراد بالطيب هنا ما تميل النفس اليه وتستلذه على شريطة ان