سواء أكان على علم من هذا الدليل ، أو لم يكن. ويكفي ان يعلم اجمالا بأن هناك دليلا صحيحا يعرفه أهل الاجتهاد والاختصاص ، بل من اتبع الحق دون أن يعلم انه حق فلا يعاقب على ترك التعلم ، وان لم يستأهل المدح والثواب. ويشعر بذلك قوله تعالى : (وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما) ـ لقمان ١٤» فان المستفاد منه أيضا ان جاهداك على ان تؤمن بالله ، وأطعت من غير علم فلا بأس عليك.
وقد تعرضنا لتقليد الأئمة الأربعة عند تفسير الآية ١٦٧ من هذه السورة ، فقرة «تقليد الأئمة الأربعة» ، فراجع.
كمثل الذي ينعق الآة ١٧١ :
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٧١))
اللغة :
نعق بمعنى صاح ، والدعاء والنداء بمعنى واحد ، والبعض فرّق بينهما بأن الدعاء للقريب ، والنداء للبعيد.
الإعراب :
دعاء مفعول يسمع ، وصمّ خبر مبتدأ محذوف.
المعنى :
ضرب الله في هذه الآية مثلا من الكفار الذين تعصبوا لدين الآباء .. فشبههم بالبهائم ، وشبّه من يدعوهم الى الحق بالراعي ، فكما ان البهائم لا تعقل شيئا