لأنه يفضحه ويظهر مخازيه ، ويشتري المديح الكاذب بأغلى الأثمان ، ليستر نقائصه وأسواءه.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ). أي ان بعض المؤمنين يقبلون على الجهاد ، ويحبون الموت في سبيل الله ، تماما كما يحب غيرهم الحياة .. ولا دافع لهم إلا مرضاة الله وثوابه. قال الرازي في تفسير هذه الآية : جاء في سبب نزولها ثلاث روايات : منها انها نزلت في علي بن أبي طالب (ع) حين بات على فراش رسول الله (ص) ليلة الهجرة ، وانه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ من مثلك يا علي ، يباهي الله بك الملائكة (١).
ادخلوا في السلم الآة ٢٠٨ ـ ٢١٠ :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠))
اللغة :
أصل السلم التسليم ، ويطلق على الصلح والسلام ، والزلل عثرة القدم ، والمراد به هنا الانحراف عن الحق ، والظلل جمع ظلة ، وهي كل ما أظلك.
__________________
(١) قال الشيخ المظفر في الجزء الثاني من كتاب دلائل الصدق : ان الذين نقلوا نزول هذه الاية بعلي هم الرازي والثعلبي ، وصاحب ينابيع المودة ، وابو السعادات في فضائل العترة الطاهرة ، والغزالي في الأحياء ، والحاكم في المستدرك ، وأحمد بن حنبل في مسنده ... هذا ما عدا الروايات الكثيرة الأخرى من طرق الشيعة.