يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .. فمن أساء وأحسن ، وهو مؤمن بالله يوازن بين حسناته وسيئاته ، فان كانت الاساءة أكثر كان كمن لم يحسن ، وان كان الإحسان أكثر كان كمن لم يسئ ، إذ الأكثر ينفي الأقل ، وان تساويا كان كمن لم يصدر عنه شيء.
والإحباط بعيد عن هذا المعنى كل البعد ، ومعناه الصحيح ان من مات على الكفر بعد الإسلام يكشف كفره هذا عن ان أعماله التي أتى بها حين إسلامه لم تكن على الوجه المطلوب شرعا ، ولا يستحق عليها شيئا منذ البداية ، لا انه استحق الثواب ، ثم ارتفع ونسخ بعد ثبوته ، بل هو من باب الدفع ، لا من باب الرفع.
الخمر والميسر الآة ٢١٩ ـ ٢٢٠ :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩) فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٢٠))
اللغة :
الخمر منقول من مصدر خمر الشيء بمعنى ستره وغطاه ، وخمرت الجارية ألبستها الخمار ، والوجه في النقل ان هذا الشراب يستر العقل ويغطيه ، والمراد