في الحياة الزوجية بعامة ، ومعاملة المطلقات بخاصة .. وليس من شك ان الزواج بقصد الانسانية والتعاون على الخير ينتج النماء والزكاة في الرزق ، والطهر في الخلق ، والعفة في العرض ، والنجاح في النسل ، أما إذا ساء القصد والمعشر فعاقبته الفقر والفسق ، والبلاء والشقاء في حياة الآباء والأبناء.
(وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). ليس القصد أن يخبرنا الله بأنه عالم أو أعلم .. كلا ، ان هذه الحقيقة بديهية لا تحتاج الى تعليم وتفهيم ، وانما القصد هو التأكيد والحث على العمل بأحكامه تعالى ، وان لم يتبين لنا وجه النفع والصلاح فيها ، لأنه جلت حكمته لا يأمر إلا بما فيه الخير والصلاح ، وليس من الضروري أن نعلم هذا الخير بالتفصيل ، بل يكفي أن نعلم ان الآمر الناهي حكيم عليم ، لا تخفى عليه خافية في الأرض ، ولا في السماء.
وتجمل الاشارة هنا الى الفرق بين المؤمن وغير المؤمن .. ان المؤمن يتعبد بقول الله ، ويعمل به موقنا بوجود المنفعة واقعا ، وان عجز عن إدراكها بالتفصيل. أما غير المؤمن فلا يقدم الا مع العلم أو الظن بوجود المنفعة التي يدركها هو بعقله ، أو يرشده اليها مخلوق مثله .. وكثيرا ما يخيب ظنه ، ويستبين له العكس ، ولكن المؤمن في أمان الله وحرزه.
والوالدات يرضعن الآة ٢٣٣ :
(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا