أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ») والآية ٣٢ من البقرة : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا).
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ). كثرت أقوال المفسرين وتضاربت في معنى الكرسي ، وبعض هذه الأقوال قول على الله من غير علم ، وخيرها قولان : الأول انه كناية عن عظمة الله وقدرته. الثاني ان المراد بالكرسي العلم ، أي ان علمه سبحانه أحاط بكل شيء والسياق يرجح هذا المعنى.
(وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ). أي لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السموات والأرض ، وتدبير ما فيهما ، كيف؟ وخلق الذبابة والكون بالنسبة اليه سواء ، ما دام سبحانه إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون.
شيء من لا شيء :
فاعل الشيء على نوعين : الأول من نوع المادة. الثاني منزه عنها ، ويفترقان من وجوه:
١ ـ ان الفاعل المادي يحتاج الى حركة وآلة دون الثاني.
٢ ـ ان المادي يناله التعب والاعياء دون الثاني.
٣ ـ يستحيل على المادي أن يوجد شيئا من لا شيء ، ولا يستحيل ذلك عمن تنزه عن المادة .. ومن هنا يتبين ان قياس الخالق على المخلوق الذي يعجز عن إيجاد شيء من لا شيء قياس مع الفارق .. وكيف يصح قياس الغني عن كل شيء ، ويفتقر اليه كل شيء ، ويقول للشيء كن فيكون ، كيف يصح قياس هذا القادر على العاجز المفتقر الى كل شيء.
لا اكراه في الدين الآة ٢٥٦ ـ ٢٥٧ :
(لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ