٢ ـ العجز عن الكسب ، وهو المقصود بقوله : (لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ).
٣ ـ التعفف : (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ).
٤ ـ ظهور علامة الفقر من وضعهم وحالهم ، لا من الحاحهم في السؤال ، وهذا ما عناه سبحانه بقوله : (تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ).
٥ ـ عدم السؤال مما في أيدي الناس سؤال إلحاح ، واليه أشار سبحانه : (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً).
وذكرنا في تفسير الآية ١٧٧ من هذه السورة ان السؤال محرم لغير ضرورة.
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). ذكر سبحانه ١٤ آية متوالية في أحكام الإنفاق آخرها هذه الآية ، وهي خلاصة ما تقدم ، وتأكيد لفضيلة الإنفاق في جميع الأوقات ليلا ونهارا ، وفي سائر الأحوال سرا وجهرا .. وذكر الرازي في سبب نزول هذه الآية أقوالا ، منها ما روي عن ابن عباس ان علي بن أبي طالب (ع) كان يملك أربعة دراهم فقط ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
الزكاة :
الزكاة غير صدقة التطوع ، لأن هذه الصدقة يدفعها المسلم ، وهو مخير بين فعلها وتركها ، ولا تخضع لشرط النصاب ، ولا لغيره سوى قصد التقرب بها الى الله وحده ، ويبدأ أجرها من عشرة أضعافها الى سبعمائة ضعف ، الى ما لا نهاية حسب دوافعها وأهدافها.
أما الزكاة فهي فرض عين ، وحق لازم ومعلوم في أموال المقتدر يدفعها لمستحقها ، وهي ثالث أركان الإسلام الخمسة : الشهادتين ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج.
ويرى بعض الغيورين على الإسلام ان الزكاة نظام اقتصادي ، أو من النظام الاقتصادي للإسلام ، واعتبرها آخرون ضريبة في أموال الأغنياء.