كيف تكفرون بالله؟ الآة ٢٨ ـ ٢٩ :
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٩) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ؟) الآية ٢٨ ـ ٢٩ :
الاعراب :
كيف اسم استفهام ، يسأل بها عن الكيف ، وهي الحال ، كما يسأل بكم عن الكم ، وهو العدد ، وبأين عن المكان ، وبمتى عن الزمان ، ومحل كيف النصب على الحال من تكفرون ، وهي متضمنة هنا معنى الإنكار والتعجب ، والضمير من (سوّاهن) يعود الى السماء ، لأنه اسم جنس يصح إطلاقه على القليل والكثير و (سبع سماوات) بدل من الضمير ، وهو (هنّ). وقيل : بل تمييز مفسر لهذا الضمير ، وقيل : يجوز أن تكون (سبع سماوات) مفعولا ثانيا لسواهن ، لأنها بمعنى صيرهن .. وجميعا حال من (ما فِي الْأَرْضِ).
الإنسان بذاته برهان :
الظاهر من سياق الكلام ان الخطاب في هاتين الآيتين موجه الى من لا يجدي معه ضرب الأمثال شيئا ، ولكنه في واقعه يشمل كل من كفر بالله ، مع وجود هذه الدلائل والبراهين التي لا يبلغها الإحصاء ، منها هذا الكافر الجاحد ، فانه هو بالذات برهان واضح على وجود خالقه ، وإلا فمن الذي أوجده على هذا النظام الدقيق ، ووضع كل شيء منه في مكانه الخاص به من خلايا المخ والقلب ، الى الأمعاء والكبد ، الى السمع والبصر ، الى الاطراف والشرايين ، الى ما لا نهاية .. وكل يؤدي مهمته بدقة بالغة دون تعهد واشراف من مخلوق .. وأيضا