الإعراب :
زوجك معطوف على الفاعل ، ورغدا قائم مقام المفعول المطلق ، والتقدير أكلا رغدا ، أي واسعا ، والشجرة بدل من هذه ، وفتكونا منصوبة بأن مضمرة بعد الفاء ، وبعضكم مبتدأ ، وعدو خبر ، ولبعض متعلق بعدو ، وإمّا مؤلفة من كلمتين ان الشرطية ، وما الزائدة ، وانما زيدت للتوكيد ، وهي التي سوغت دخول نون التوكيد على يأتينّكم ، تماما كقوله تعالى: (فَإِمَّا تَرَيِنَ) ، وقوله : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ).
المعنى :
أمر الله سبحانه آدم وحواء بسكنى الجنة ، وأباح لهما كل ما فيها ، ما عدا شجرة واحدة فانه جل وعز نهاهما عنها ، ولكن الشيطان أغراهما بالأكل منها ، ولما استجابا له اقتضت حكمته تعالى إخراجهما من الجنة الى الأرض ، وابتلاءهما بالتكليف والعمل ، والصحة والسقم ، والشدة والرخاء ، ثم الموت حين يأتي الأجل ، وشعر آدم بالنكبة فندم ، وسأل ربه مخلصا أن يقبل توبته فقبل منه ، وغفر له ، لأن الله تواب رحيم .. واحسب ان حواء تابت أيضا مع آدم ، ولكن الله سبحانه لم يشر الى توبتها ، ولا فرق عند الله بين الذكر والأنثى ، فمن أطاع وعمل صالحا أسكنه الجنة وأرضاه ، ومن تمرد وعصى أدخله النار وأخزاه ذكرا كان أو أنثى.
وقد تعرض كثير من المفسرين الى الجنة التي خرج منها : ما هي حقيقتها؟ وأين كانت؟ وإلى الشجرة : هل هي التين أو القمح؟ وعن الحية التي دخل إبليس في جوفها ، وعن المكان الذي هبط عليه آدم : هل هو الهند أو الحجاز؟ إلى غير ذلك مما جاء في الاسرائيليات ، ولم يشر اليه القرآن الكريم ، ولا ثبت في السنة النبوية بالطريق الصحيح ، ولا يملك العقل معرفة شيء منها ، ولا تتصل بالحياة من قريب أو بعيد .. أجل لا بد من التنبيه الى الأمور التالية :