أمام شهوته أصاب ما أصاب آدم من العناء والندم ، وابتلي بالمشقة والمصاعب.
عصمة الأنبياء :
اتفق المسلمون على ان آدم من الأنبياء ، والأنبياء كما هو المرتكز في الذهن منزهون عن الزلل .. اذن فما معنى قوله تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ)؟. من أجل هذا رأى العلماء انهم بحاجة ماسة الى البحث عن عصمة الأنبياء ، ثم تفسير هذه الآية وما اليها في ضوء ما ينتهون اليه من النتائج .. ونحن نجمل القول عن ذلك فيما يلي ، ليكون كالأصل في كل ما يتصل بهذا الموضوع.
ومعنى عصمة النبي تنزيهه بحكم العقل عن الخطأ والخطيئة في كل ما يتصل بالدين وأحكامه ، بحيث يبلغ النبي من الطهر والقداسة ، والعلم والمعرفة بالله وما يريده من عباده ـ مرتبة تستحيل معها المخالفة عمدا وسهوا ، فمن أثبت العصمة للأنبياء بهذا المعنى ، وبشتى أقسامها الآتية أوّل الآيات التي تتنافى بظاهرها مع هذا المبدأ تمشيا مع القاعدة الكلية ، وهي وجوب تأويل النقل بما يتفق مع صريح العقل. ومن نفى العصمة عن الأنبياء أبقى الظاهر على ظاهره .. ولعلماء المذاهب في العصمة أقوال تختلف باختلاف هذه الأقسام :
١ ـ العصمة في العقيدة وأصول الدين ، أي تنزيه النبي عن الكفر والإلحاد ، وما اليه .. وهذه ثابتة لكل نبي بالبديهة والاتفاق ، إذ لا يعقل أن يكفر النبي بالذي اختاره للنبوة.
٢ ـ العصمة في التبليغ عن الله تعالى ، فإذا قال : ان الله يأمر بهذا ، وينهى عن ذاك فالأمر على ما قال.
واتفق الشيعة الإمامية على ثبوت هذه العصمة لكل نبي ، لأن الغرض من التبليغ حمل المكلفين على الحق ، فان أخطأ المبلغ انتقض الغرض من تبليغه ، ويؤيده قوله تعالى : (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى). وقوله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). وبكلمة ان القول بعصمة الأنبياء لا ينفك أبدا عن القول بأن قولهم وفعلهم وتقريرهم حجة ودليل.
وبعد ان قال الرازي في تفسيره : «اتفقوا ـ أي المسلمون ـ على ان الخطأ