ومنهم المورخ الشهير بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٨ ص ٢٦ ط دار الصادر في بيروت) قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، حدّثنا زكريّا بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي عن مسروق ، عن عائشة قالت : كنت جالسة عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجاءت فاطمة تمشى كأنّ مشيتها مشية رسول الله ، فقال : مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن يساره فأسرّ إليها شيئا فبكت ، ثمّ أسرّ إليها شيئا فضحكت ، قالت : قلت : ما رأيت ضحكا أقرب من بكاء استخصّك رسول الله بحديث ثمّ تبكين ، قلت : أيّ شيء أسرّ إليك رسول الله؟ قالت : ما كنت لأفشي سرّه ، قالت : فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألتها ، فقالت : قال : إنّ جبرئيل كان يأتيني كلّ عام فيعارضني بالقرآن مرّة ، وأنه أتانى العام فعارضني مرّتين ولا أظنّ أجلى إلّا قد حضر ونعم السلف أنا لك ، وقال : أنت
__________________
وقال العلامة السيوطي في «الجامع الصغير» (ص ١٧٧ ط مصر).
قال السبكى : الذي ندين الله به ان فاطمة أفضل ثم خديجة.
ونقله العلامة النبهاني في «الأنوار المحمدية» (ص ١٥٠ ط بيروت).
عن السبكى بعين ما تقدم.
وقال العلامة الملا على القاري الهروي في «جمع الوسائل» (ج ١ ص ٢٧٠ ط القاهرة) :
نعم تستثنى خديجة فإنها أفضل من عائشة على الأصح لتصريحه صلىاللهعليهوسلم لعائشة بأنه لم يرزق خيرا من خديجة ، وفاطمة أفضل منهما إذ لا يعدل بضعته صلىاللهعليهوسلم أحد ، وبه يعلم أن بقية أولاده صلىاللهعليهوسلم كفاطمة وأن سبب الافضلية ما فيهنّ من البضعة الشريفة.
ومن ثمة حكى السبكى عن بعض أئمة عصره انه فضل الحسن والحسين على الخلفاء الأربعة.