تضييق الفوارق الطبقية
بين الطبقات الاجتماعية
ولمّا كان المجتمع الانساني مبنياً على تفاوت قابليات الافراد في التحصيل وبذل الجهد اولاً ، ولمّا كانت الثروة العينية والقيمية في تحرك وتداول مستمر بين الافراد ثانياً ، اصبح نشوء الاختلاف في تملّك الثروة وبذلها امراً حتمياً. ويدل هذا الاختلاف على ان وظائف الافراد في المجتمع متفاوتة ايضا. فوظيفة المتبوع تختلف عن وظيفة التابع ، ووظيفة القائد تختلف عن وظيفة المقود ، والطبيب غير المدرّس ، وهذا التنوع في الادوار الاجتماعية يتطلب اختلافاً في درجات العيش ضمن الطبقة الواحدة فحسب ، ولا يتطلب تعدداً للطبقات كما يؤكد النظام الرأسمالي (١). ولنضرب مثالاً على اختلاف الدرجة الاجتماعية ضمن الطبقة الواحدة. فمن المعلوم ان النظام الاسلامي يُقرّ بضرورة امتلاك دار للسكنى لكل عائلة من عوائل المجتمع ، فيصبح الاختلاف بين الافراد ـ حينئذٍ ـ في نوعية الدور المقرّرة للسكن ، وليس بين التمليك وعدم التمليك كما هو الحاصل في النظام الرأسمالي. بل ان القاعدة والاصل في النظرية الاسلامية ، هو ان مِن حقِّ كلِّ فردٍ امتلاك سكن لائق بحاله الاجتماعي والاقتصادي. فالتفاوت الاجتماعي
__________________
(١) (اريك اولين رايت). التركيب الطبقي وتعيين الدخل. نيويورك : الاكاديمية ، ١٩٧٩ م.