اختلاط الرجال الاجانب بالنساء ، وتشجيعه على الزواج وادانته للعزوبية ، وتشكيل اطار عام للتعامل الاخلاقي بين الذكور والاناث في المجتمع. ولكن النظام الرأسمالي لا يتدخل في امور الزواج والطلاق الا بما يخص انشاء العقود وتسوية الخلافات بين الزوجين بالطرق القانونية ، ولا يحض النظام على الزواج ولا يحرم الطلاق ، بل يعتبر الزواج والطلاق قضية شخصية بين الزوجين فحسب (١). ونتيجة لهذا الوضع الاجتماعي فان نصف عدد الحالات الزوجية في الولايات المتحدة اليوم تنتهي الى الطلاق (٢). ولا شك ان الطلاق في الانظمة الصناعية الحديثة يعتبر واحداً من اهم عوامل الانزلاق الى الطبقة الفقيرة المعدمة.
ثامناً : ان رب الاسرة في النظرية الاسلامية مسؤول عن النفقة والولاية الاسرية ، فهو الذي يكدح غالباً خارج البيت. وعندها يكون دور الزوجة محدداً بتربية الاطفال والاهتمام بشؤون البيت. ومهما تطور الانسان في نظرته الشخصية للحياة البشرية فان هذا الاطار الاجتماعي سيبقى القاعدة وما عداه الاستثناء. فالطبيعة الانسانية للرجل تحتم عليه الخروج والعمل لجلب اسباب قوت عائلته. ومع ان الاسلام لا يمنع المرأة من العمل خارج البيت في نطاق التعليم والطبابة والادارة ، الا ان الطبيعة الانسانية للمرأة تشجعها على البقاء في البيت للاهتمام بشؤون ابنائها. وهذا النظام يفسح المجال لاكبر عدد من ارباب الاسر للعمل خارج البيوت مما يفتح آفاقاً للعدالة بين الافراد الذين يتحملون مسؤولية اعالة عوائلهم. اما في النظام الرأسمالي فان
__________________
(١) (جيسي برنارد). مستقبل الزواج. نيوهيفن : مطبعة جامعة ييل ، ١٩٨٢ م.
(٢) (فيليب بلومستاين) و (ببر شوارتز). الزيجة الامريكية. نيويورك : مورو ، ١٩٨٣ م.