الزوجين يعملان على الاغلب في شتى المجالات الانتاجية والخدماتية ، مما يسبب توزيعاً غير عادل للاعمال بين الاسر ، فقد تستحوذ اسرة واحدة على عدة وظائف انتاجية ، بينما تبقى اسرة اخرى دون عمل ، فيكون دخل الاسرة الاولى عدة اضعاف الدخل الاعتيادي ، بينما يكون دخل الاسرة الثانية صفراً (١) ؛ وهذا يسبب انعداماً في المساواة الاجتماعية والاقتصادية مما يؤدي الى حالات تبذير من جهة ، والى حالات حرمان من جهة اخرى.
تاسعاً : ان الاسلام يحث افراده على العمل ، ويحثهم في الوقت نفسه على القناعة ، باعتبار ان السعادة حالة نفسية تشبع عن طريق التهذيب النفسي ، فقبول وضع معين يشجع الانسان على الاحساس بالسعادة الداخلية وهي قضية نفسية لا يمكن اشباعها بالاموال ؛ بينما تشجع النظرية الرأسمالية افرادها على المنافسة الاجتماعية دون حدود (٢) ، غير ملتفتة الى الكآبة النفسية التي يولدها الخسران ، او عدم الربح في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
عاشراً : ان الاسلام ينهى الأفراد عن التبذير ، فقد وضع القرآن الكريم المبذّرين للاموال والشياطين على درجة واحدة ، فقال تعالى : (انَّ المُبذِّرينَ كانُوا اِخوانَ الشَّياطِينِ ) (٣). ولا شك ان هذا التشبيه اكبر ادانة
__________________
(١) (ديفيد فيثرمان). « انعدام العدالة والتحرك الاجتماعي ». فصل علمي في كتاب (وضع علم الاجتماع). تحرير : جيمس شورت. بيفرلي هيلز ، كاليفورنيا : سيك ، ١٩٨١ م.
(٢) (كريك دنكان). من الذي يسبق؟ ومن الذي يبقى في المؤخرة؟ مقالة علمية في المجلة (الاحصائية السكانية الامريكية) ، عدد ٤ ، ١٩٨٢ م. ص ٣٨ ـ ٤١.
(٣) الاسراء : ٢٧.