السياسي بين الافراد على الاساس الطبقي ، اصبح التمييز السياسي بين الطبقات الاجتماعية امراً حتمياً ، خصوصاً على المستوى الحزبي ، حيث يمثل الحزب الجمهوري الطبقة الرأسمالية الغنية ، بينما يمثل الحزب الديمقراطي الطبقة العاملة والاقليات العرقية كاليهود والملوّنين (١). وعلى المستوى الاجتماعي يمثل الجمهوريون الحركة المحافظة وروادها من دعاة البقاء على القيم الاخلاقية التي اقرتها النصرانية كحرمة الطلاق والاجهاض ، واهمية دور المرأة في العائلة ، وضرورة المحافظة على القيم الدينية ؛ بينما يمثل الديمقراطيون الحركة التحررية التي تدعو الى التحرر من القيم الاجتماعية بالدرجة التي لا تتعارض مع المفهوم السياسي للديمقراطية ، كتحرر المرأة من الروابط الاجتماعية ، وضرورة اقحامها في النظام السياسي والقضائي والتشريعي ، والدعوة الى التحرر من القضايا التقليدية الاجتماعية (٢).
وعلى الصعيد الديني ، فان الطبقة الرأسمالية في الولايات المتحدة تنتمي الى المذهب البروتستانتي ، فالبروتستانت يتحكمون بالقوة المالية والسياسية للنظام الاجتماعي دون غيرهم (٣). ولكن التمييز الطبقي لا يترك فرداً ولا مذهباً ولا كنيسةً دون ان يلعب دوره المخرب فيها. فحتى الكنائس البروتستانتية مقسمة على اساس النظام الطبقي والدخل السنوي للافراد. فالأفراد من ذوي الدخل المرتفع من الطبقة الرأسمالية يتعبدون في كنائس تختلف فيها الخدمة الدينية عن تلك التي تؤمّها الطبقة الاضعف ماليّاً من
__________________
(١) (توماس ايدسال). السياسة الجديدة لعدم المساواة. نيويورك : نورتن ، ١٩٨٤ م.
(٢) (جون بيبي). السياسة ، الاحزاب ، والانتخابات في امريكا. نيويورك : نيلسون ـ هول ، ١٩٨٧ م.
(٣) (بارنينكتن مور). الاصول الاجتماعية للدكتاتورية والديمقراطية. بوستن : بيكون ، ١٩٦٦ م.