التعليم العالي ، ومنها : ان سوء تغذية اطفال هذه الطبقة تؤثر لاحقاً على اسلوب تفكيرهم وسلوكهم الاجتماعي ونظرتهم للحياة الاجتماعية ، ومنها : ان نسبة الطلاق العالية بين افراد هذه الطبقة تؤثر سلبياً على طموحات هؤلاء الافراد سياسياً وتجعلهم اسرى وضعهم الاجتماعي البائس. ولذلك ، فانهم نادراً ما يصلون الى شغل المناصب العليا في النظام الاجتماعي (١).
ومجمل القول ان النظام الطبقي الرأسمالي من اكثر الانظمة معاداة للعدالة الاجتماعية واشدها خداعاً للافراد. وما « الحلم الامريكي » الا مثال على ذلك. فالحركة الاجتماعية بين المراكز التي يحتاجها المجتمع ما هي الا حركة دائرية ضمن الطبقة الاجتماعية ذاتها. فاذا كان الاب عاملاً في مصنع من المصانع وحدث وان تدرج ابنه في العمل فاصبح مشرفاً على عدد من العمال ، فان هذه الحركة الاجتماعية انما تدور ضمن نفس الطبقة التي شغلها الأب وليست انتقالاً من طبقة فقيرة الى طبقة غنية ، او من طبقة التي شغلها الأب وليست انتقالاً من طبقة فقيرة الى طبقة غنية ، او من طبقة عمالية الى طبقة رأسمالية. ولو كان الاب معلماً في المدرسة الابتدائية واصبح ابنه يشتغل بالتعليم الثانوي ، فلا يعني ذلك ان الاسرة انتقلت من خلال هذه الحركة من طبقة الى اخرى. وهذه الحركة الاجتماعية ضمن الطبقة الواحدة تدحض الفكرة الرأسمالية القائلة بالمساواة التامة لكافة افراد المجتمع من مختلف الطبقات. فلو كانت المساواة حقيقية لما حصلت الحركة بين الطبقة الواحدة فحسب ، بل كانت بين الطبقات المختلفة ، وبالخصوص بين الطبقة الدنيا والطبقة العليا. ولو كانت العدالة الرأسمالية حتمية التحقق لما انشأت
__________________
(١) (روبرت هاوسر) و (ديفيد فيثرمان). عملية الظلم الاجتماعي : اتجاهات وتحليل. نيويورك : المطبعة الاكاديمية ، ١٩٧٧ م.