ولا يمكن فهمه من غير مؤهلات لذلك مهما كان التعبير ، وهذه حقيقة يعرفها كل انسان .. فالواقع ـ إذن ـ هو الذي يحتم أن تكون بعض الآيات ظاهرة المعنى ، دون بعض .. بالاضافة الى أن الحكمة تستدعي أحيانا الإبهام ، كقوله تعالى ، على لسان نبيه في الآية ٢٤ من سورة سبأ : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
(يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا). هذا كلام مستأنف ، والمعنى ان العالم المؤمن حقا يقول : ان كلا من المحكم والمتشابه وحي من الله .. ومن تجاهل المحكم ، وتشبث بالمتشابه ابتغاء الدس والفتنة فهو فاسد القصد ، مريض القلب.
(وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) الذين يدركون الحكمة من وجود المحكم والمتشابه في القرآن ، ولا يتخذون من المتشابه وسيلة للتمويه والتضليل ، شأن من يحاول الطعن في الإسلام.
(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ). دعاء يدعو به كل عالم مخلص خشية أن يقع في الخطأ ، ويقصر في البحث عن الصواب.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ