فيهما حركة المنافق عبد الله بن أبيّ ، لولا ان أدركتهما ولاية الله وتثبيته. وقوله تعالى : (وَاللهُ وَلِيُّهُما) دليل قاطع على انه سبحانه يمنح التوفيق والعناية لناس من عباده ، دون ناس ، لأن معناه انه لا يدع الطائفتين تفران وتفشلان. والله سبحانه أعلم ، حيث يجعل عطاءه وعنايته ، كما انه أعلم ، حيث يجعل رسالته.
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤) بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧))
وقعة بدر الآية في هذه الآيات يذكّر الله المسلمين بوقعة بدر التي انتهت بالنصر ، وبدر بئر بين مكة والمدينة ، كانت لرجل يسمى بدرا ، فسميت البئر باسمه ، وكانت قوافل قريش التجارية الى الشام تمر ببدر ، وجدّ المسلمون في مهاجمة هذه القوافل التي كانت برئاسة أبي سفيان ، وخرج المشركون حوالى ألف مقاتل بالعدة والعدد لحماية احدى هذه القوافل ، والتحموا مع المسلمين ، وكانوا ٣١٣ رجلا ، وكانت هذه الوقعة نصرا مؤزرا للمسلمين ، وكارثة كبرى على المشركين ، وكان