وهو المعبر عنه بالمصدر المتصيد ، والمعنى ان الله سبحانه أمدكم بالملائكة ، أو وعدكم بالامداد ، لتسكن قلوبكم ، فلا تخافوا من كثرة العدد في عدوكم ولا تيأسوا لقلة عددكم.
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ). اي ان الله سبحانه أمدكم بالملائكة ليهلك طائفة من الكافرين بالقتل والأسر ، أو يخزيهم بالهزيمة ، فيرجعوا خائبين لا أمل لهم بالنصر.
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩))
المعنى :
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ). قد يظن المسلمون ـ بالنظر الى تعظيمهم رسول الله ـ ان له يدا فيما حدث للمشركين ببدر ، أو يحدث لهم من الهزيمة ، فدفع سبحانه هذا الوهم بأن الأمر كله لله وحده .. وقد أكد القرآن في العديد من آياته بأن محمدا (ص) هو بشير ونذير ، يبلغ أحكام الله لعباده ، وكفى .. وغير بعيد أن تكون الحكمة من هذا التكرار والتأكيد ان لا يغالي المسلمون في نبيهم ، كما غالى المسيحيون بالسيد المسيح (ع).
(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ). يتوب منصوب ، لأنه معطوف على يكبتهم المنصوبة في الآية السابقة ، والمعنى ان الأمر كله لله ، فاما أن