وهذه الأوصاف الخمسة ، أي الصبر والصدق والقنوت والإنفاق والاستغفار هي ثمرة لأصول الدين الثلاثة ، وأعني بها الإيمان بالله الواحد الأحد ، ونبوة محمد (ص) وباليوم الآخر. ان هذه الأصول ليست مجرد شعار ديني يرفعه الإسلام ، ويكتفي به ، بل لها ثمرات وحقائق يجمعها الخلق الكريم ، والعمل النافع في الحياة ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) ـ ٢٣ الأنفال. ان كل أصل من أصول الإسلام ، وكل فرع من فروعه يقوم على هذا المبدأ ، مبدأ ربط الدين بالعمل من أجل الحياة: (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ٩٢ الحجر. (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) ـ ١٤٢ آل عمران.
وتواتر في الحديث ان أفضل أنواع العبادات والطاعات هو العمل لحياة أفضل ، وان أكبر الكبائر والمعاصي هو الفساد والعدوان على العباد ، قال الرسول الأعظم (ص) : أقرب ما يكون العبد الى ربه إذا أدخل على قلب أخيه مسرة .. وقال الإمام أمير المؤمنين (ع) : بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد ، وقال حفيده الإمام الباقر (ع) : ان لله عبادا ميامين يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم ، وهم في عباده مثل القطر ، وان لله عبادا ملاعين يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم ، وهم في عباده بمنزلة الجراد ، لا يقعون على شيء الا أتوا عليه.
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ