شيئا مذكورا في جنب الله ، ويتهمها دائما بالتقصير في طاعته وعباده ، ومن أجل هذا يسأله العفو ، ويستعين به على حسن العاقبة ، على العكس من (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ـ ١٠٥ الكهف».
وخير ما قرأته في هذا الباب قطعة من مناجاة الإمام زين العابدين (ع) ، يطلب فيها من الله أن يسخر له عبدا من عباده الصالحين مستجاب الدعوة لديه تعالى .. كي يرى هذا العبد سوء حال الإمام من شدة خوفه من الله ، فيتأثر ، وتأخذه الرقة على الإمام ، ويتوسل إلى الخالق الجليل ان يرفق بالإمام ، فيسمع الله دعوة هذا العبد الصالح ، وينجو الإمام من غضب الله وسخطه ، ويفوز برضاه ومغفرته ، وهذا ما قاله الإمام بالحرف : «فلعل بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي ، وتدركه الرقة عليّ لسوء حالي ، فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي ، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي تكون بها نجاتي من غضبك ، وفوزي برضاك».
قال الإمام زين العابدين ، وسيد الساجدين مخاطبا ربه : (لعل بعضهم أوكد عندك من شفاعتي تكون بدعوته نجاتي) قال هذا يوم لا أحد على وجه الأرض يدانيه في فضيلة واحدة من فضائله الجلى .. وهنا يكمن سر الجلال والعظمة والكمال.
وبعد ، فإن التوبة متشعبة الأطراف ، وتتسع لكتاب مستقل ، وقد نعود إلى الكلام عنها في مناسبة ثانية.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ