الانسانية وتكافلها. وفي الحديث الشريف : «المؤمنون كنفس واحدة». وقيل معنى (لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة بفعل ما نهاكم الله عنه .. وهذا المعنى صحيح في نفسه ، ولكنه خلاف ظاهر الآية.
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً). ذلك اشارة الى قتل النفس ، وأكل المال بالباطل ، والعدوان والتعدّي على الحق ، ومثله الظلم ، وجاز العطف مع اتحاد المعنى لاختلاف اللفظ ، كقول الشاعر : «وألفى قولها كذبا ومينا». ويمكن التفريق بين العدوان والظلم بأن الظلم يكون للنفس وللغير ، أما العدوان فلا يكون إلا على الغير ..
وعلى أية حال ، فان الناسي والخاطئ والمكره لا يتصف فعلهم بظلم ولا عدوان إلا فعل المكره على القتل فانه يتصف بالظلم والعدوان ـ مثلا ـ إذا قال ظالم قادر لزيد : اقتل هذا ، وإلا قتلتك. فلا يجوز لزيد أن يقتل المظلوم ، حتى ولو تيقن ان الظالم سينفذ وعيده فيه ، إذ لا يجوز للإنسان أن يدفع عن نفسه ضرر القتل بإدخاله على الغير ، وإذا نفّذ زيد ارادة الظالم ، وقتل المظلوم قتل زيد به قصاصا ، وسجن الظالم الآمر بالقتل ، حتى الموت.
(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (٣١))
اللغة :
الكبائر واحدتها كبيرة ، وهي المعصية العظيمة. ومدخل بضم الميم من أدخل ، وبفتحها من دخل ، وفي الحالين هو اسم مكان : والمراد به الجنة.