(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢))
المعنى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ). وتسأل : ان الشرائع بكاملها السماوية والوضعية تحرم القتل ، بل جميع الناس يرون القاتل مجرما ، بخاصة إذا كان المعتدى عليه من أهل الخير والصلاح ، وعلى هذا يكون الاخبار بأن القاتل مجرم يستحق العذاب والعقاب أشبه بتوضيح الواضحات ، مع العلم بأن كلام الله يجب أن يحمل على أحسن المحامل؟
الجواب : ان المقصود بالآية اليهود والنصارى الذين كانوا في عهد النبي (ص) ، ورفضوا الإسلام. وقد أشارت الآية إلى أنه لا غرابة في رفضهم وعنادهم للإسلام .. لأن أسلاف اليهود قتلوا الأنبياء كزكريا ويحيى ، وأسلاف النصارى قتلوا من جاهر بالوحدانية وبشرية المسيح ، قتلوهم لا لشيء إلا لأنهم أمروا بالقسط والعدل وعملوا به ، فالآية تقريع وتوبيخ ، كما هي تهديد ووعيد.
سؤال ثان : ان القتل لم يقع من أهل الكتاب الذين كانوا في زمن محمد (ص) فكيف صحت نسبته اليهم؟.
الجواب : سبق أكثر من مرة ان الأمة في تكافلها تجري مجرى الشخص الواحد ، وان الخلف قد رضي بفعل السلف ، ومن رضي بفعل قوم شاركهم فيه ، وكثيرا ما يضاف صنع الأب الى الابن.