وقد يجب .. وان كان دفع الضرر عن النفس أهم من انكار المنكر ، كالنهي عن أكل المتنجس ـ مثلا ـ جاز الاحجام دفعا للضرر ، وقد يجب ، فالمسألة ، اذن ، تختلف باختلاف الموارد ، وبهذا يتبين معنا ان قياس غير الأنبياء على الأنبياء في هذا المقام قياس مع وجود الفارق .. وقد نعود الى الموضوع بمناسبة ثانية.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥))
الإعراب :
جملة يدعون حال من الضمير في أوتوا ، وجملة هم معرضون حال مؤكدة من يتولى فريق ، لأن التولي معناه الاعراض ، ويجوز معدودة ومعدودات وكلاهما ورد في القرآن الكريم ، وتقول جبال شامخة وشامخات ، وكيف خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير كيف حالهم ، لأن كيف موضوعة للسؤال عن الأحوال ، لا عن الأعيان.