وقال أصحاب أبي حنيفة : المراد بالتحية في الآية الكرامة بالمال ، فمن أهدى اليك شيئا فعليك أن تهديه بمقدار ما أهدى اليك ، أو تزيد. (أحكام القرآن للقاضي أبي بكر الأندلسي).
اهتم الإسلام اهتماما بالغا بالدعائم الأولى للإسلام ، وإثباتها بشتى الأساليب ، وهذه الدعائم هي : الايمان بالله ، والرسول ، واليوم الآخر .. وفي المجلد الأول عقدنا لكل واحد من هذه الثلاثة فصلا مستقلا ، تكلمنا عن الأول بعنوان التوحيد عند تفسير الآية ٢١ من سورة البقرة ، المجلد الأول ص ٥٩ ، وعن الثاني بعنوان : فأتوا بسورة من مثله عند تفسير الآية ٢٣ ص ٦٤ ، وعن الثالث بعنوان كيف تكفرون بالله عند تفسير الآية ٢٨ ص ٧٤. ومن تتبع آي الذكر الحكيم الواردة في البعث والحشر يجدها على أنواع ، منها :
١ ـ مجرد اخبار عن وقوع يوم القيامة : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) ـ ٤٨ ابراهيم».
٢ ـ اخبار مع تأكيد الوقوع بالقسم ونفي الريب ، كهذه الآية : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ). أي والله ليجمعنكم.
٣ ـ الاستدلال على إمكان المعاد بخلق السموات والأرض .. (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٣٣ الأحقاف». وأوضح تفسير لهذه الآية قول من قال : «ومن ركب البحر استقل السواقيا».
٤ ـ الاستدلال بخلق النبات : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) ـ ٩ فاطر».
٥ ـ الاستدلال بخلق النشأة الأولى للإنسان : (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ـ ٥١ الاسراء».
٦ ـ الاستدلال بالمشاهدة والعيان ، من ذلك ان الله سبحانه أمات جماعة من بني إسرائيل ثم أحياهم : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ