رغم أنفه ، لأن الأنف يكنى به عن العزة ، والتراب يكنى به عن الذلة ، لأن الناس تدوسه بأقدامها. فإذا أضفت إحدى الكلمتين الى الأخرى كانتا كناية عن ذل صاحب الأنف.
الاعراب :
الذين اسم ان ، وجملة قالوا فيم خبر. وتوفاهم يجوز اعتبارها فعلا ماضيا إذا أبقيتها كما هي ، ولم تقدر تاء محذوفة ، ويجوز اعتبارها مضارعا على معنى تتوفاهم. وظالمي أنفسهم حال من ضمير تتوفاهم. وفيم (ما) للاستفهام ، حذفت منها الألف ، والمجرور ، متعلق بمحذوف خبرا لكنتم ، أي كنتم في أي شيء. وأولئك مبتدأ أول ، ومأواهم مبتدأ ثان ، وجهنم خبر المبتدأ الثاني ، وهو وخبره خبر المبتدأ الأول. ومصيرا تمييز. ونصب المستضعفين على الاستثناء المنقطع من أولئك ، لعدم دخولهم في أهل جهنم. وسبيلا منصوب بنزع الخافض ، أي لا يهتدون الى سبيل ، أو مفعول ، لأن لا يهتدون تتضمن معنى لا يعرفون.
ومهاجرا حال من الضمير في يخرج.
المعنى :
كان للمسلمين في عهد الرسول (ص) هجرتان من مكة : إحداهما الى الحبشة ، وكانت لخمس سنين من مبعثه ، والثانية الى المدينة ، وكانت بعد ثماني سنين من الأولى ، ومن الصحابة من هاجر الهجرتين ، كجعفر بن أبي طالب الذي ختم حياته بالشهادة بعد أن قطعت يداه ، فأكرمه الله عنهما بجناحين يطير بهما في الجنة ، ومن أجلهما سمي الطيار.
أما سبب الهجرة فهو الابتعاد عن الوقوع في التهلكة ، واللجوء الى مكان الأمن ، وتدبير الخطة للجهاد المنظم ، ومصارعة الباطل وصرعه .. وبالهجرة وفضلها انتصر الإسلام على أعدائه ، ولولاها لانطفأت شعلته ، وتحول الى رماد