ومسؤولون ، من أحب الغلاة فقد أبغضنا ، ومن أبغضهم فقد أحبنا ، الغلاة كفار ، والمفوضة مشركون (١)».
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ). ما دام الذكر والأنثى سواء في التكليف والمسئولية تحتم أن يكونا سواء في الجزاء. ومهما قيل في الفرق بين الرجل والمرأة في هذه الحياة فإنه لا فرق إطلاقا بينهما يوم الحق والفصل. فالمقارنة ان صحت بوجه ما فإنها لا تصح بحال من حيث الجزاء على الحسنات والسيئات. وسبق الكلام عن المرأة عند تفسير الآية ٢٢٨ من سورة البقرة ، فقرة «بين الرجل والمرأة» في الشريعة الإسلامية ، المجلد الأول ص ٣٤٣.
وقوله تعالى : (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) شرط لدخول الجنة ، كما هو صريح الآية : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) وليس شرطا لغيرها من الجزاء والمكافأة على العمل الصالح ، فالكافر إذا عمل الخير لوجه الخير ، لا للشهرة والاتجار ، كافأه الله عليه ، لأنه عادل لا يضيع أجر من أحسن عملا ، كيف وهو القائل : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ). وليس من الضروري أن تكون الجنة جزاء المحسن ، فقد يكون الجزاء في الدنيا ، أو في الآخرة بتخفيف العذاب ، أو لا بالجحيم ولا بالنعيم. وتكلمنا عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية ١٧٦ من سورة آل عمران فقرة «الكافر وعمل الخير» ، وعند تفسير الآية ٣٤ من سورة النساء.
__________________
(١) المفوضة هم الذين قالوا : ان العبد مستقل بأفعاله ، وليس لله فيها صنيع ، على عكس المجبرة الذين قالوا : ان الله يخلق الأفعال في العبد ، وليس للعبد فيها صنع ، أما أهل العدل فقالوا : لا جبر ولا تفويض ، بل بين بين.