(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً (١٢٥) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً (١٢٦))
اللغة :
الحنيف المائل عن الزيغ والضلال. والخليل مشتق من الخلة بضم الخاء ، وهي المحبة.
الإعراب :
دينا تمييز. وممن أسلم متعلق بأحسن ، ولله متعلق بأسلم ، وهو محسن مبتدأ وخبر ، والجملة حال من الضمير بأسلم. وحنيفا حال من ملة ابراهيم ، وفعيل يستوي فيه التأنيث والتذكير مثل ان رحمة الله قريب من المحسنين.
المعنى :
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ). المراد بأسلم استسلم وانقاد ، وبالوجه الذات والنفس ، وبالمحسن فاعل الحسنات وتارك السيئات. والمعنى ان الكامل هو الذي يرجو الله ولا يرجو سواه في كل شيء ، ويسلك السنن التي سنها سبحانه لخلقه في هذه الحياة ، وبهذا وحده يكون العبد قريبا من خالقه ، أما من يذل ويخضع لأرباب الدنيا طمعا فيما لديهم من مال وجاه فما هو من الله في شيء ، حتى ولو قام الليل ، وصام النهار.