إطلاقا ، قال الإمام جعفر الصادق (ع) : للمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده : وينشط إذا كان الناس عنده ، ويحب ان يحمد بما لم يفعل.
وتسأل : ما من أحد يظهر أمام الناس على حقيقته ، ويقول لهم كل ما يعتقد ، ومن الذي يقول لكل واحد ما يعرفه منه؟. ولو قال لعدّ من المجانين ، بل من الذي لا يفعل ويتصرف ـ أحيانا ـ على غير ما يحب ويريد؟. ثم الى أين المفر من عادات المجتمع وقيمه؟.
وهل باستطاعتك إذا التقيت بمن تكره ، وابتدأك بقوله : أنا مشتاق الى رؤيتك. هل باستطاعتك أن تجيبه بأني أكره أن أراك؟ وإذا أجبته بهذا المكروه فهل أنت مصيب في نظر الناس ، بل وفي نظرك أيضا؟. وأخيرا ، هل كل الناس مراؤن منحرفون لأنهم لا يعتقدون بكل ما يقولون ، ولا يؤمنون بكل ما يفعلون؟
الجواب : فرق بين الرياء والمداراة ، فالرياء ان تظهر الصلاح نفاقا وافتراء ، لتقف مع الصالحين ، ولست منهم ، والمداراة ان تكون لطيفا في معاملة الناس ، دون أن تهدف الى شيء الا ان تعيش معهم في وئام ووفاق .. صحيح انك تتصرف ـ أحيانا ـ تبعا لتقاليد المجتمع ، فتهني أو تعزي ، أو تبتسم وتحترم إنسانا مجاملا ، لا مؤمنا ، ولكن هذا تصرف سليم لا غبار عليه ، ولا تعد معه مرائيا ما دمت في فعلك وتصرفك متفقا مع المجتمع .. وأيضا لا يجب عليك إذا صدرت منك خطيئة ـ وأينا المعصوم ـ ان تذيعها وتعلنها على الناس. أجل ، يجب ان لا تبدو لهم قديسا لا خطيئة له.
وصحيح أيضا انك كاذب في قولك لمن تكره : أنا أشوق ، ولكنه كذب في المصلحة وحسن الخلق ، قال تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) ـ ٨٣ البقرة». وقال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) ـ ٢٤ ابراهيم». وقال : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) ـ ٤٤ طه». وفي الحديث : «الكلمة الطيبة صدقة يثاب بها قائلها بما يثاب به أولو الفضل والإحسان». وفيه