محمد (ص) ، لأن الله سبحانه قد أوحى اليه كما أوحى الى غيره من الأنبياء ، وأظهر على يده المعجزات كما أظهر على يد غيره «وما حصل به الاتفاق لا يكون سببا للافتراق» ومن جزأ وفرق فقد فرق بين الشيء ونفسه.
(وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ). بعد أن ذكر سبحانه جملة من أسماء الرسل في الآية السابقة قال لنبيه الأكرم : وهناك أيضا غير هؤلاء من الرسل قصصنا عليك البعض منهم قبل تنزيل هذه السورة ، والبعض الآخر لم نقصصهم عليك .. وجاء في تفسير المنار ان أجمع الآيات لأسماء الأنبياء الآية ٨٤ من سورة الانعام : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ). ومنهم هود وصالح وشعيب ، وهم من العرب».
قال سبحانه : (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) دون أن يشير الى عدد الذين لم يذكرهم لنبيه ، ولكن أهل الفضول أبوا الا الإحصاء ، وهم فيه بين إفراط وتفريط ، فمن قائل : ثلاثمائة وثلاثة عشر. وقائل : ألف ألف وأربعمائة وأربعة وعشرون ألفا. وثالث : ثمانية آلاف نصفهم من بني إسرائيل. ورابع : مائة وأربعة وعشرون ألفا. وكل هذه الأقوال وغيرها رجم بالغيب ، والصحيح ان الله أعلم بعدتهم وهويتهم.
وهنا تساؤل يعرض لكل انسان ، وهو : هل الأنبياء كلهم شرقيون ، ولا غربي واحد منهم؟. وإذا كانوا كلهم من الشرق ، فهل فيهم من الصين واليابان والهند ، وما اليها من بلاد الشرق الأقصى؟. ثم على فرض ان جميع الأنبياء شرقيون ، فكيف تجمع بين هذا ، وبين المبدأ القائل : ان الله لا يترك الناس سدى ، وان حكمته ورحمته تقتضي أن يرسل اليهم جميعا رسلا «مبشرين