(قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠))
المعنى :
هذه الآية ترادف قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) ـ ٢٠ الحشر». وكثرة الخبيث ما يملكه من جاه ومال. والعاقل لا يستوي لديه الخبيث والطيب ، وان كثر ماله ، واتسع جاهه ، لأن الجاه والمال لا يجعلان الخبيث طيبا ، ولا الفقر وخمول الذكر يجعلان الطيب خبيثا.
والرجل الخبيث في مقياس الدين من عصى أحكام الله في كتابه وسنة نبيه ، والخبيث في عرف الناس من يخافون من شره ، ولا يأمنونه على أمر من أمورهم ، ولا يصدقونه في قول أو فعل .. وبديهة ان من كانت هذه صفاته فهو خبيث عند الله أيضا ، قال رسول الله : أشرف الايمان أن يأمنك الناس. أما الطيّب فعلى عكس الخبيث في جميع أوصافه.
وتسأل : إذا كان الخبيث مغضوبا عليه عند الله ، والطيب مرضيا لديه تعالى ، فلما ذا ينجح الخبيث في هذه الحياة ، وينعم بالجاه والثراء ، ويرسب الطيب ، ولا يكاد يتحقق له مطلب ، حتى قال من قال : «هذا الذي ترك الأوهام حائرة»؟
الجواب : إن للحياة سننا وقوانين نجري عليها ، ولا تتخطاها بحال ، لأن تصور الفوضى في الكون يرفضه الحس والمشاهدة .. وهذه السنن والقوانين من