السعي عاش كلا على الناس ، ومن سعى رزقه الله من سعيه ان شاء كثيرا ، وان شاء قليلا ، وتكمن هذه الحقيقة في فطرة الإنسان ، ويمارسها تلقائيا ، ودون أن يلتفت اليها .. فالتاجر يسأل الله سبحانه أن يرزقه برواج بضاعته واقبال الناس عليها ، والفلاح يسأله أن ينزل الغيث على زرعه ، ولا يسأله أن ينبت له الزرع بلا غيث ، وها أنا أدعو الله لولدي بالتوفيق في دراسته والنجاح في امتحانه ، ولا أدعوه أن يلهم الجامعة لتقدم له الشهادة بلا دراسة وامتحان .. وفي الأمثال «من سعى رعى» وربما خاب المسعى وطاش السهم .. ومع ذلك ينبغي إحكام التخطيط ، ومضاعفة الجهد ، لأن مضاعفة الجهد ، وإتقان العمل ، والصبر على المشاق سبب لمشيئة النجاح منه جل وعلا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (١٠٢))
الإعراب :
قال أبو البقاء : الأصل في أشياء عند الخليل وسيبويه شيئاء بهمزتين بينهما ألف ، وهي فعلاء من لفظ شيء ، وهمزتها الثانية للتأنيث ، وهي مفردة في اللفظ ، ومعناها الجمع ، مثل قصباء وطرفاء ، ولأجل همزة التأنيث منعت من الصرف ، ثم ان الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قدمت ، فجعلت قبل الشين كراهية وجود همزتين بينهما ألف ، فصارت أشياء.
ونحن لا نؤمن بالتعليلات النحوية والصرفية ، ولا نقلد أهل التفسير فيما يقولون ..