الاعراب :
الشمس مفعول أول لفعل محذوف ، وحسبانا مفعول ثان ، أي وجعل الشمس والقمر حسبانا ، ومستقر مبتدأ والخبر محذوف ، أي فمنها مستقر ، ومثله ومستودع. وضمير منه الأولى يعود الى النبات ، وضمير منه الثانية الى الخضر. ومتراكبا صفة للحب. ومن النخل متعلق بمحذوف خبرا لقنوان. ومن طلعها بدل من النخل بإعادة الخافض. ودانية صفة لقنوان. وجنات منصوبة عطفا على نبات كل شيء ، أي وأخرجنا جنات من أعناب. ومن أعناب متعلق بمحذوف صفة لجنات. والزيتون والرمان عطف على نبات ، أي وأخرجنا به الزيتون والرمان. ومشتبها حال من كل ما تقدم من النبات.
المعنى :
في هذه الآيات أمثلة من عجائب الخلق التي لا يملك صنعها إلا الله وحده ، ولا تنفك عن الدلالة على وجود الله وحده ، ولا تنفك عن الدلالة على وجود الله وعظمته ، وجاء ذكر الأمثلة على الترتيب التالي :
١ ـ (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى). إذا وضعت حبة من الحنطة ، أو نواة من نوى التمر في الأرض ـ مثلا ـ انفلقت كل من الحبة والنواة من أسفلها وأعلاها ، وخرج من الشق الأسفل عروق تهبط في الأرض ، ومن الشق الأعلى شجرة تمتد في الهواء ، ثم تذهب الحبة والنواة ، ويصير المجموع جسما واحدا ، بعضه في الأرض وبعضه في الهواء ، وليس من شك ان هذه العملية تستند مباشرة إلى أسبابها الطبيعية ، كالتربة والماء ، والشمس والهواء ، ولكنها تنتهي الى الله وحده ، لأنه خالق الطبيعة ، ومسبب الأسباب ، وموجد المادة الأولى بكلمة (كُنْ فَيَكُونُ).
(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).