المفرد والجمع والمثنى والمذكر والمؤنث. وغرورا مفعول من أجله ليوحي. والهاء في فعلوه عائد إلى زخرف القول. وما يفترون ما بمعنى الذي مفعولا معه لذرهم. والمصدر المنسبك من لتصغى معطوف على غرور ، ومثله ليرضوه وليقترفوا ، أي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول للغرور بزخرف القول ، والإصغاء اليه والرضا به واقتراف ما هم مقترفون.
(وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ). قلنا في تفسير الآيات السابقة : ان جماعة من المشركين اقترحوا على النبي (ص) أن يأتيهم بآية معينة ، وان المؤمنين تمنوا لو استجاب الله الى طلبهم ، وان الله سبحانه أجاب المؤمنين بقوله : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) وبعد هذه الاشارة أوضح جل ثناؤه لنبيه الأكرم بأن هؤلاء المشركين الذين اقترحوا عليك يا محمد ما اقترحوا من الخوارق لا يؤمنون بك بحال ، حتى ولو أنزلنا عليهم الملائكة من السماء ، وأحيينا الموتى وشهدوا لك جميعا بلسان عربي مبين انك نبي مرسل ، بل لو شهد لك الكون بأرضه وسمائه ما صدقوك ولا اتبعوك (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أي يلجئهم إلى الايمان بك بالقوة والغلبة.
وتسأل : هل هذا الفرض صحيح ، وهذا الطراز من الناس يمكن أن يوجد ـ بحسب المعتاد ـ؟ وكيف تكذب فئة قليلة الكون بما فيه؟ وهل من المتصور أن يكذّب الإنسان سمعه وبصره ، فيرى الموتى تحيا وتقوم من قبورها الدارسة منذ آلاف السنين ، وهي تقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويرى الملائكة تنزل من السماء أفواجا ، تشهد لمحمد بالرسالة ، ويسمع الحيوانات والطيور والأسماك والأشجار والأحجار وجميع الكواكب تنادي بأعلى صوتها : أشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله ، هل من المتصور أن يوجد انسان يكذّب بجميع هذه الخوارق والمعجزات؟ ان هذا لشيء عجاب.