الإعراب :
ما لكم ما استفهام مبتدأ ، ولكم متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. والمصدر المنسبك من ألا تأكلوا مجرور بفي محذوفة ، والمجرور متعلق بما تعلق به لكم. وقد فصل الجملة حال من اسم الجلالة. وإلا ما اضطررتم ما في محل نصب بالاستثناء من (ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ). وانكم لمشركون على حذف الفاء الواقعة في جواب الشرط أي وان أطعتموهم فإنكم لمشركون.
المعنى :
(فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ). كان العرب في الجاهلية يأكلون الميتة ، ويذكرون على ذبائحهم أسماء ما يعبدون من الأصنام ، فحرم الله ذلك على المسلمين ، وأباح لهم أكل الذبائح ، شريطة أن يذكروا عليها اسم الله لا اسم سواه.
وتسأل : ان جواز الأكل من الذبيحة التي ذكر اسم الله عليها غير منوط بالإيمان بالله وآياته ، إذ يجوز للكافر أن يأكل منها ، كما ان الايمان بالله غير منوط بالأكل من الذبيحة التي ذكر اسم الله عليها ، حيث يكون المؤمن مؤمنا وان لم يأكل منها .. وظاهر الآية يشعر بأن الإيمان شرط لحلية الأكل من هذه الذبيحة ، لأن معناها كلوا منها إن كنتم مؤمنين.
الجواب : ان قوله تعالى : ان كنتم بآياته مؤمنين ليس شرطا لحلية الأكل من الذبيحة التي ذكر اسم الله عليها ، وإنما هو اشارة الى ان من يذكر اسم غير الله على الذبيحة فقد جعل لله شريكا ، لأنه توجه في عمله هذا الى غير الله ، كما كان يفعل مشركو العرب ، وان من ذكر اسم الله على الذبيحة فقد آمن بالله ونفى عنه الشريك ، لأنه توجه اليه وحده.
(وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ). يظهر من هذا ان بعض المسلمين قد امتنع عن أكل الذبيحة التي ذكر اسم الله عليها لشبهة دخلت عليه ، وهي كيف يجوز للإنسان أن يذبح الحيوان بيده ويذكر اسم الله عليه ثم يأكل