تفضلا منه وكرما (كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) أي كما هان عليه إيجادكم من جيل مضى يهون عليه إيجاد جيل جديد منكم أو من غيركم .. والقصد من هذه الآية أن ينذر جل ثناؤه الكافرين المعاندين بالهلاك والدمار ، تماما كما فعل بقوم نوح وعاد وثمود.
(إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) بعد أن خوّفهم سبحانه من عذاب الدنيا خوّفهم من القيامة وعذابها وانها آتية لا ريب فيها ، ولا مهرب منها إلا اليه وحده.
(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). بعد أن دعا النبي (ص) عرب الجاهلية إلى الإسلام ، واستجاب له منهم من استجاب ، وعاند من عاند أمره الله جل وعز أن يقول للمعاندين : اعملوا على شاكلتكم التي أنتم عليها ، وأنا عامل بهداية ربي ، وبعد حين تعلمون لمن تكون العاقبة الحسنى ، تماما كما تقول لمن يرفض النصيحة : ابق على طريقتك ، وسترى عاقبة أمرك.
(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) لأنفسهم بالكفر ، أو لغيرهم بالعدوان ، ولو أفلح الظالم لكان العادل أسوأ حالا من الظالم ، وكانت ألفاظ القيم ترادف النفاق والرياء.
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (١٣٦) وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (١٣٧) وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها