بالترهيب .. وفي هذه الآية دلالة واضحة على ان من كفر بالله فهو من أصحاب الجحيم ، وان لم يدعه الى الايمان نبي أو وصي نبي. ذلك ان آياته تعالى التي تقوم بها الحجة على وجوده لا تختص بما أنزله على رسله ، فلقد أقام الدليل الكافي الوافي على وحدانيته وعظمته من الأنفس والسموات والأرض ، فمن يكفر بها تلزمه الحجة : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) ـ ٨ الروم».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١))
الإعراب :
إذ ظرف متعلق بنعمة الله. والمصدر المنسبك من : أن يبسطوا ، مجرور بالباء المحذوفة ، والمجرور متعلق بهمّ.
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ). يقال ، بسط اليه لسانه إذا شتمه ، وبسط اليه يده إذا بطش به ، والمراد بالقوم هنا مشركو مكة الذين أرادوا القضاء على الإسلام في بدايته عن طريق البطش بأتباعه قتلا وتعذيبا وتشريدا ، ثم إعلان