الحرب وتجييش الجيوش ، ولكن الله في النهاية نصر المسلمين على أعدائه وأعدائهم ، وصاروا أعزاء بعد أن كانوا أذلاء ، وحاكمين بعد أن كانوا محكومين ، ولا نعمة أعظم من الحرية والنصر على العدو ، وبعد أن ذكّر الله سبحانه المسلمين بهذه النعمة الجلى وجّه اليهم هذا الخطاب :
(وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لا على قوتهم ، أي انما منحتكم هذه القوة لتستعملوها في احقاق الحق ، لا في احياء الباطل ، وفي انتشار الأمن والعدل ، لا لاستغلال المستضعفين ، والتآمر عليهم ، والتحكم بهم ، كما فعل بكم المشركون من قبل ، وكما يفعل أكثر الناس ، يطلبون العدالة ، وهم ضعفاء ، ويتنكرون لها ، وهم أقوياء .. ان المؤمن حقا يخشى الله ويشكره ، وهو قوي أكثر مما يخشاه ويشكره ، وهو ضعيف ، أو هو في الحالين سواء ـ على الأقل ـ أما من آمن بلسانه ، دون قلبه فعلى العكس : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) ـ ٦٥ العنكبوت».
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٢) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ