ولا ناهية ، ويجوز أن تكون ان ناصبة ولا نافية ، والمصدر المنسبك بدل من ما حرم. وشيئا مفعول مطلق لتشركوا لأن المراد به الاشراك. وإحسانا مفعول لفعل محذوف أي أحسنوا بالوالدين إحسانا ، أو أوصيكم بهما إحسانا. وما ظهر منها وما بطن بدل اشتمال من الفواحش. إلا بالحق في موضع الحال ، أي الا محقين. ذلك وصاكم به مبتدأ وخبر. ولو كان ذا قربى اسم كان محذوف أي ولو كان المقول له. (وَأَنَّ هذا) المصدر المنسبك من ان وما بعدها مجرور بلام محذوفة ، والمجرور متعلق باتبعوه. ومستقيما حال من صراطي.
المعنى :
أشار سبحانه في الآيات السابقة الى ان المشركين حللوا وحرموا بالحدس والأهواء ، وانهم نسبوا الشرك اليه جهلا وافتراء ، ورد عليهم بمنطق العقل والفطرة ، وذكر من المحرمات الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير وما أهل لغير الله ، وفي هذه الآيات الثلاث ذكر طرفا من المحرمات ، وهي التي لا يختص تحريمها بشريعة من الشرائع السماوية ، وذكر الى جانبها بعض الواجبات كالوفاء بالكيل والميزان ، وبعهد الله واتباع العدل .. وبديهة ان كل ما وجب فعله حرم تركه ، وكل ما حرم فعله وجب تركه ، وأطلق بعض المفسرين على محتويات هذه الآيات الثلاث الوصايا العشر.
١ ـ (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً). ابتدأ سبحانه بالأصل الأول من العقيدة ، وهو نفي الشرك الذي يقابله ثبوت التوحيد ، واليه ترجع جميع الأصول والفروع ، ومنه تستمد جميع الحقوق والواجبات ، وبه تقبل الطاعات وعمل الخيرات ، ويتلخص معنى التوحيد بقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال.
٢ ـ (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً). قرن سبحانه الوصية بالوالدين بربوبيته المتفردة