بالحق ، وهزأوا بأهله ، وأخذوا يفسرون سنة الله بجهلهم وعلى أهوائهم ، ويقولون : ما أصاب آباءنا من الضراء لم يكن عقوبة على ضلالهم وفسادهم ، وما نالهم من السراء لم يكن مثوبة على صلاحهم وهدايتهم ، وانما هي الصدفة تخبط خبط عشواء.
وإذا غفل هؤلاء واضرابهم عن حكم الله وحكمته فان الله جل ثناؤه ما هو بغافل عنهم وعن أعمالهم (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) جزاء على اغترارهم وانطلاقهم مع الأهواء والأغراض .. وهكذا يحذر القرآن الذين لا يتورعون ولا يتحرجون عن شيء ، يحذرهم من الأخذ بغتة ، وهم لا يشعرون.
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (٩٩) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (١٠٠))
اللغة :
البركات بوجه عام الخيرات النامية ، وبركات السماء كثيرة ، وأظهرها المطر ،