لأنه في سبيل الله ، وقد سألوا الله سبحانه ان يرزقهم هذه الفضيلة خوفا أن تنهار أعصابهم ، وتتلاشى عزائمهم ان أحسوا بوقع السيف في أجسادهم.
(وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ) لك ولنبيك راضين بالتعذيب والتنكيل في سبيلك.
(وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (١٢٧) قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨) قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩))
المعنى :
(وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ). بعد ان انفض ذلك المشهد الرهيب الذي انتصر فيه موسى ، وافتضح فرعون مضى موسى يدعو إلى عبادة الله وحده ، ودليله ما حدث بالأمس بينه وبين السحرة ، فاجتمع حوله خلق كبير ، فخاف الأشراف من قوم فرعون أن تتغير الأوضاع ، وتدور الدائرة عليهم وعلى سيدهم فحرضوه على موسى ، وقالوا : إلى متى تسكت عن موسى ، وتدعه يفسد في الأرض؟. وهم يريدون بالإفساد في الأرض عبادة الناس لله وحده التي تؤدي بطغيانهم وطغيان فرعون.