يملك من الأمر إلا الرسالة والتبليغ.
(فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). ان قوله : فاتبعوه بعد قوله : فآمنوا بالله ورسوله ، دليل على ان مجرد الإيمان لا يجدي شيئا ما لم يكن معه عمل بكتاب الله وسنة رسوله. راجع فقرة لا ايمان بلا تقوى ج ١ ص ٣١٤ الآية ٢١٢ من سورة البقرة.
(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ). قال الرازي : اختلفوا في ان هذه الأمة متى حصلت؟. وفي أي زمان كانت؟. فقيل : هم اليهود الذين آمنوا بمحمد (ص) كعبد الله بن سلام ، وابن صوريا .. وقيل : انهم قوم ثبتوا على دين موسى ، ولم يحرفوه كما فعل غيرهم من بني إسرائيل الذين أحدثوا البدع.
ونحن نميل إلى أن هؤلاء كانوا في عهد موسى ، ثم انقرضوا كما يومئ قوله تعالى : (مِنْ قَوْمِ مُوسى) أما ابن سلام وابن صوريا فلا يقال لهما ولا لعشرة مثلهما أمة وطائفة .. وعلى أية حال ، فإن القرآن قد نعت اليهود بكل قبيح ، وألصق بهم وبتاريخهم العار والشنار في العديد من آياته .. وان دل قوله : (مِنْ قَوْمِ مُوسى) على شيء فإنما يدل على ان لكل قاعدة شواذ ، وبديهة ان الشاذ النادر لا ينقض القاعدة ، بل يؤكدها؟.
وبصرف النظر عن الذكر الحكيم وآياته فهل الفساد والضلال بعيد عن طبيعة اليهود وسيرتهم؟. وهل اليهود منزهون عن الضلال والافتعال؟. بل هل في تاريخ اليهود بادرة واحدة فقط لا غير تعشر بالخير :.
ورب قائل : ان الفساد والضلال وصف لازم للصهيونية لأنها حركة عنصرية فاشيّة سياسية تهدف إلى خدمة الاستعمار وانتشاره ، أما اليهودية فإنها ديانة كغيرها من الديانات! ..
ونجيب أولا : ما يدرينا ان المصدر الذي أوحى بهذا الفارق هم اليهود أنفسهم