اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ). المراد بالحق هنا ظفر المسلمين بالمشركين ، والمراد بكلماته وعده بأن تكون إحدى الطائفتين للمسلمين ، والمعنى انكم أيها المسلمون أردتم الحطام الزائل ، وأراد الله أن ينصركم على صناديد قريش أعداء الله وأعدائكم ، ويهلكهم بأيديكم ، ويستأصل الكافرين منهم ، ويحقق وعده بالنصر لكم ، فأيهما خير وأفضل : هذه العزة والكرامة ، أو الأباعر وحمولتها؟.
(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ). المراد بالحق في الآية السابقة أي قوله تعالى : (أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) انتصار المسلمين على قريش ، والمراد بالحق هنا الإسلام ، والمجرمون أعداؤه ، والمراد بالباطل الشرك ، وإحقاق الحق يكون بإظهاره وإعلانه على الملأ ، أو بانتصار أهله ، أو بهما معا ، وإبطال الباطل يكون باعلانه ، أو خذلان المبطلين ، أو بهما معا ، وأوضح تفسير لهذه الآية قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ـ ٣٣ التوبة.
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (١١) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ