الأعلى والأهدى ، فان انتهيتم عن حرب المسلمين ومشاقة الله والرسول فالانتهاء خير لكم وأبقى بعد أن ذقتم من القتل والأسر والهزيمة ما ذقتم ، وان عدتم إلى الحرب والمشاقة يحل بكم ثانية ما حل بكم أولا. أما الكثرة التي تعتزون بها فقد رأيتم انها لا تدفع عنكم القتل والأسر والهزيمة ، فان الله هو الناصر ، وهو مع المؤمنين ، فان أردتم النصر حقا فدعوا الشرك ، وآمنوا بالله ورسوله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٢١) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣))
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) جاء هذا النداء منه تعالى للمؤمنين بعد قوله : (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) والغرض من النداء والأمر بطاعة الله والرسول هو تحديد المؤمن الذي ينصره الله ، ويكون معه أينما كان ، وانه الذي يطيع الله ورسوله فيما يأمران به ، وينهيان عنه ، وان من خالف وعصى فقد استحق من الله العذاب والخذلان (وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ). التولي الاعراض ، وضمير عنه يعود الى الرسول ، ومفعول تسمعون محذوف أي تسمعون كتاب الله وآياته.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ). يستعمل السماع كثيرا