لا مكان له ، وانما المراد بها سعة الإدراك والفهم عن الله ، وان قلب المؤمن يفهم عنه تعالى ما لا تفهمه السموات والأرض ، وكذلك قلب الكافر لا يفهم عن الله شيئا ، لأنه في كنّ من الضلال والفساد : (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) ـ ٥ فصلت.
وبهذا يتضح ان المراد بالمرء الذي يحول الله بينه وبين قلبه هو الذي أعماه الهوى والضلال ، وعليه تكون هذه الآية بمعنى الآية ٧ من سورة البقرة : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) أي انهم لا ينتفعون بقلوبهم بسبب ما ران عليها من الضلال ، حتى كأن الله قد ختم عليها أو حال بين أصحابها وبينها .. وعلى هذا تكون نسبة الختم والمنع اليه تعالى مجازا ، لا حقيقة.
وذهب جماعة من المفسرين الى ان معنى قوله تعالى : (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) ان القلب في قبضة الله يقلبه كيف يشاء ، فيفسخ عزائمه ، ويبدله بالذكر نسيانا ، وبالنسيان ذكرا ، وبالخوف أمنا ، وبالأمن خوفا .. وكل من التفسيرين محتمل.
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٥) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ