المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). ان تقوى الله ، وابتغاء الوسيلة اليه ، والجهاد في سبيله ، كل هذه تعبر عن معنى واحد ، أو عن معان متلازمة متشابكة ، لأن تقوى الله اتقاء سخطه ، وابتغاء الوسيلة اليه طلب مرضاته ، والجهاد في سبيله يشمل الأمرين .. وأفضل ما يتوسل به المتوسلون الى الله حب الناس ، والعمل من أجلهم ، وقرأت كلمة لكاتب كبير تقول : «محال أن يعرف حقيقة الناس من لا يحب الناس». ونزيد عليها : ومحال أن يحب الله من لا يحب الناس.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ). يضحي الإنسان بجميع ما يملك للخلاص من أسقامه وآلامه في حياته هذه ، فكيف بنار جهنم. (ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ). انما يقبل الفدية من يفتقر اليها ، ولله ملك السموات والأرض. (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ). وهذا نص قاطع على أن من جحد الخالق ، أو عبد سواه ، فهو مخلد في النار. (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها). وفي الآية ٢٠ من سورة السجدة : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ). وهناك جرائم لا تقل إثما وعذابا عن الكفر بالله ، كسلب الشعوب أقواتها ومقومات حياتها ، وقتل النفس ، لأنها أبت إلا أن تعيش حرة كريمة.
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨) فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ